مقبرة الخوف...قلبي
خذ أيّامكَ وامضِ
وابتعد
اذهب حيثُ تشاء
إلى حرارةِ غزالةٍ تائهةٍ
في الصّحراء
تظلِّلُها بأغصانِ يديك
أو
إلى صقيعِ غانيةٍ ترتجفُ في المدينة
تدفّئُها بجمرِ عينيك
لن تُخلخلَ صمتي... ولا
حتىّ كلامي
لن تُكسرَ حلقةَ ضوئي
ولن يَنبتَ شَجري من ماءِ عتمتِك.
منذ كنتُ طفلةً
أخبروني عنك في القِصص
ووضعوا ظلَّكَ في لُعَبي
وضعوا ظلَّك َفي اللّيل
فصرتُ أراكَ في قلبي كلما
أغمضتُ جفوني
علّموني أن أقفَ أمام طيفكَ
الطّاغي
وأن
أسكتَ أمامَ اسمِكَ
ونسوا أنّني كسهمِ السّؤالِ
أنطلقُ في كلِّ اتجاهٍ
فأكسِّر حجرَ الأصنام
وأفضحَ بالدمِ لونَ
الحقيقة
لا أنتَ تمشي على ترابِ
أرضي...
ولا أنا أطيرُ في سماءِ
وهمِك
لا خطواتنا تلتَقي على
الأرض
ولا أجنِحتنا تخفقُ في السَّماء
يومَ عرفتُ سرَّك
عَرفتُ أنّني سأكونُ
جاريةً في قصرِ قلبِكَ
فدفنتُ وهْمكَ ...في قَلبي
وسمَّيتُهُ : مقبرةَ الخوف
ووقفتُ على بابِها أرتعدُ
بوحدتي
وأصرخُ:
لماذا لم تكنْ رجلاً
من طين؟
لماذا!؟